لكاتب الراحل »عبد الحميد بن زين » :من التهميش الرسمي إلى الصمت الأبدي
لكاتب الراحل »عبد الحميد بن زين » :من التهميش الرسمي إلى الصمت الأبدي
»التاريخ سيحتفظ في أوراقه باسم عبد الحميد بن زين، ذلك الوطني المناضل البطل المثالي الذي بقي وفيا لقناعاته وفكره الثوري، ذاك الصديق الحميم الذي كان لأهله، أقاربه ورفقاء دربه بمثابة السند الروحي والرجل السخي والمتواضع الذي خدم أمته إلى آخر أيامه »·
طاهر أوشيحة
هكذا كانت شهادة الصحفي الفرنسي الجزائري والمدير السابق لجريدة »الجزائر الجمهورية » السيد »هانري أليغ » في حق هذا الرجل، الذي أعترف أنني اكتشفت اسمه لأول مرة بمحض الصدفة عند ركوب الحافلة ولمحت أحد المسافرين مستغرقا في قراءة كتاب بعنوان »الجبال والسهول » لكاتب يدعى »عبد الحميد بن زين »، ودفعني الفضول إلى أن أبحث عن تفاصيل أكثر حول هذا الكاتب، الذي اكتشفت فيما بعد أنه كان رمزا من رموز الأدب والمقاومة الجزائرية الذي تواطأت وتحاملت قوى الشر على طمسه وإدخاله سراديب النسيان، لكن دون جدوى· هو، إذن، هذا الرجل الذي رحل ذات يوم ربيع من شهر مارس عام 2003 حاملا معه هموم أمته، وما أكثرها وأثقلها، الذي أفنى حياته بين العمل النضالي والصحافة، وتمسك بقناعاته الثورية الراسخة في ذهنه، حيث ولد »بن زين » في 26 أفريل 1926 ببني ورتلان، درس بالمدرسة الفرنسية بسطيف ما بين (1938 ـ 1945)، ثم بجامعة الزيتونة بتونس ما بين (1947 ـ 1948)· بعد أحداث 8 ماي 1945 تم توقيفه واعتقاله مع العديد من رموز الثورة والأدب الذين احتك بهم في سجن »الكوديا » بقسنطينة، على غرار الأديب »كاتب ياسين » زميله ورفيق دربه في النضال· في سنة 1948 التحق بحركة انتصار الحريات الديمقراطية ثم بالحزب الشيوعي الجزائري في 1953. وبعد اندلاع حرب التحرير، اعتقل وحكم عليه بالسجن والأعمال الشاقة لمدة 20سنة (1956)· ترأس تحرير جريدة »الجزائر الجمهورية » (1962 ـ1965)، وهو من مؤسسي منظمة المقاومة الشعبية وحزب الطليعة الاشتراكية عام 1966 الذي عارض بشدة الانقلاب العسكري الذي قام به »هواري بومدين »، الشيء الذي حرمه من العرفان والتقدير الرسمي آنذاك، ليصبح فيما بعد مدير جريدة »الجزائر الجمهورية » بعد عام 1989, إضافة إلى نشاطه السياسي ضمن الحركة الوطنية والحزبية· ألف عددا من الكتب بالفرنسية منها المحتشد (1962)، يوميات مسيرة (1987)، المغامرة الكبرى لجريدة الجزائر الجمهورية (عمل جماعي 1987)، لومباز (1989)، الجبل والسهل (1991)· كما واصل مسيرته الإعلامية من خلال جريدة »الجزائر الجمهورية »، إلى أن أغلقت عام 1994 في قلب الأزمة الأمنية التي كان فيها للكاتب مواقف جد مهمة ومتميزة، إلا أنه رحل قبل أن يستكمل العديد من نضالاته، وذلك في السادس من هذا الشهر نفسه عام 2003.
وكما جرت العادة، فإن الجزائر تعوّدت إكرام رجالها فقط بعد وفاتهم· لذا، خرجت الشخصية من الظل بمناسبة الذكرى الأولى لرحيله، حيث نظمت جمعية أصدقاء جريدة »الجزائر الجمهورية » وقفة تذكر بالمناسبة، بحضور أصدقائه وأهله وكذا العديد من الجامعيين والصحفيين من مختلف وسائل الإعلام الوطنية· التظاهرة التي حملت عنوان »عبد الحميد بن زين·· رجل وقدر »، حيث تم على هامش التظاهرة عرض الفيلم الوثائقي للمخرج »محمد أولبصير » الذي تناول الشخصية ومسيرتها مبرزا أهم مراحل نضالها، بالاعتماد على السيرة الذاتية التي كتبها »بن زين » وتحدث فيها عن أوقات الشدة واليسر، وعن نضاله من أجل الدفاع عن الحرية قبل وبعد الاستقلال· وكان الملتقى الذي نظمته المكتبة الوطنية في مارس 2007 من بين أهم المراجع التي تناولت الشخصية بعمق· ملتقى عبد الحميد بن زين الذي نظم تحت شعار »الفن والالتزام » يعتبر مبادرة من طرف المكتبة الوطنية، أصدقاء الشخصية ومكتبة الاجتهاد، حيث حضره العديد من المثقفين الجزائريين، على غرار الكاتب »أحمد عكاش » والسينمائي الفرنسي »جون بيار ليلدو »، وكذا جامعين باحثين وطلبة من داخل وخارج الوطن، حيث قدموا مداخلات جد ثرية حول التعبير الثقافي وأشكاله المختلفة، وكذا حول دور المثقف في صياغة هذا التعبير وكذا مختلف أشكال الالتزام الأدبي، الفني و الثقافي· وكانت مسيرة »عبد الحميد بن زين » محور العديد من المناقشات والتعليقات والمداخلات·
»عبد الحميد بن زين » هو نموذج الرمز النضالي الأدبي المنسي في بلادنا، الذي لا تعرف قيمته إلا بعد وفاته· فلولا هاتين التظاهرتين اللتين جاءتا بمبادرة من أصدقاء الشخصية، لبقي بن زين في طي النسيان· فلحد الآن، لم تقم السلطات بأي تظاهرة، ولم تنظم أي ملتقى، ولا حتى أمسية عرفانا له، وكأنه لم يقدم شيئا في سبيل هذا الوطن، ومن أجل هذه الأمة، أم أن شيئا ما في فكره ونضاله يزعج هؤلاء الذين تتلخص التظاهرات الثقافية والتكريمات عندهم في الفلكلور الشعبي وثقافة »الزردة »·
|
À propos de Artisan de l'ombre
Natif de Sougueur ex Trézel ,du département de Tiaret Algérie
Il a suivi ses études dans la même ville et devint instit par contrainte .C’est en voyant des candides dans des classes trop exiguës que sa vocation est née en se vouant pleinement à cette noble fonction corps et âme .
Très reconnaissant à ceux qui ont contribué à son épanouissement et qui ne cessera jamais de remémorer :ses parents ,Chikhaoui Fatima Zohra Belasgaa Lakhdar,Benmokhtar Aomar ,Ait Said Yahia ,Ait Mouloud Mouloud ,Ait Rached Larbi ,Mokhtari Aoued Bouasba Djilali …
Créa blog sur blog afin de s’échapper à un monde qui désormais ne lui appartient pas où il ne se retrouve guère .
Il retrouva vite sa passion dans son monde en miniature apportant tout son savoir pour en faire profiter ses prochains.
Tenace ,il continuera à honorer ses amis ,sa ville et toutes les personnes qui ont agi positivement sur lui
Voir tous les articles de Artisan de l'ombre →
21 janvier 2010
LITTERATURE