الأب الروحي للكرة الجزائرية رشيد مخلوفي في حوار حصري لـ »الفجر »:
كثرة »التشحام » يزيد المشاكل ويعكر صفو »الخضر » في أنغولا وجنوب إفريقيا
لا يمكن لنا أن نقدم رشيد مخلوفي في سطور، لأن تاريخ الرجل كبير وحافل
ولا يمكن أيضا أن نختصر مسيرة كروية في بعض الفقرات فقط وهي التي بدأت منذ الاحتلال الفرنسي وتنامت في منتخب جبهة التحرير وفي عديد الأندية الفرنسية، لتتوج بمسيرة التدريب مع المنتخب الوطني وكذا أندية خارجية•••
رشيد مخلوفي في حوار مع »الفجر » ليتحدث باحترافية كما كان لاعبا ومحترفا عن الكرة الجزائرية والفريق الوطني، تابعوا••• لم أستقل عام 1989 لأجل لموي وليس لي أي مشكل مع روراوة ضعف الذهنيات حرمنا من تألق أكبر في إسبانيا .82
منتخبنا الحالي جيد لكن ينقصه الانسجام رسالتي لسعدان:استفد من أخطاء 86 أنا بين الجزائر وتونس على طريقة مرة هنا ومرة لهيه منتخبنا الحالي أعطانا فرصة للحاق بالركب الكروي
أين أنت يا كبير الكرة الجزائرية؟
أنا هنا بين الجزائر والمرسى التونسية وكما يقولون »مرة هنا ومرة لهيه »•••
منذ سقوطك في انتخابات الفاف التي جرت بتاريخ 16/11/2001 والتي خرج على إثرها روراوة للواجهة لم نسمع عنك أي خبر•••فلم هذا الغياب؟
لأني أحسست بأني شخص غير مرغوب فيه ونظرتي للأمور تختلف عن نظرة الآخرين الذين حاولوا التخلص مني بأي طريقة، فوفرت عنهم كل عناء وفضلت الانسحاب في صمت وبكل هدوء•••
لكن كل العالم يتساءل عن سبب ابتعادك لكونك بخبرتك قادر على إعطاء دفع إضافي للكرة الجزائرية؟
أتشرّف كثيرا بسماع مثل هذا الكلام من شاب مثلك، ولن أخفي عليكم ففي كل سفرية يطرح عليّ هذا الاستفهام لكن قناعتي لا تسمح لي بالتقرب، فعندما تكون الأمور غير واضحة وبعيدة عن الإيجابية فمن الأحسن البقاء بعيدا حتى لا أتهم بالتشويش أو شيء من هذا القبيل•••
ألا ترى بأن انسحابك من قيادة الفاف التي توليت رئاستها من أكتوبر 1988 على فيفري 1989 قد كان لنفس المشاكل؟
تقريبا نعم، لأن نفس العقلية بقيت مسيطرة على صناعة القرار في الكرة الجزائرية ووقتها أذكر جيدا أني حاولت إدخال الديمقراطية فضيعت منصبي بالاتحادية نظرا لأنانية المحيطين بالفاف، حيث كانت عقلية التخريب أقوى من إرادة الإصلاح وهو ما دفع منتخبنا ثمنه بقضاء فترة حالكة طيلة التسعينيات•
يقال إن استقالتك وقتها كانت نتيجة خلافاتك الكبيرة مع المدرب الوطني كمال لموي آنذاك؟
لم تكن لي أي مشاكل مع المدرب لموي• صحيح أننا كنا نختلف في بعض النقاط، لكن ما كان هو مجرد اختلاف أو سوء تفاهم وليس مشاكل• وانسحابي كان احتجاجا على المحيطين بالفاف وليس على المدرب الوطني•••
لكن ابتعادك مؤخرا يعود لمشاكلك مع روراوة أليس كذلك؟
ليس لدي مشاكل لا مع فلان أو فلتان، فأنا إنسان يحب العمل بحكمة وتمعّن ومبنية على استراتيجية واضحة المعالم•••
ما هي الخطوط العريضة لرؤيتك لتطوير الكرة الجزائرية؟
يجب العمل للمدى الطويل، فهذا الأمر يتطلب وقتا طويلا لتكوين الإطارات الفنية والمسيرين وطبعا اللاعبين• لكن نحن في الجزائر نرفض أن نصبر ونفضل دوما حرق المراحل واللهث وراء النتائج الآنية، وهذا أمر غير معقول•••
بغض النظر عن السياسات، ما هي نظرتك للمنتخب الحالي؟
المنتخب الوطني الحالي منحنا فرصة ذهبية للعمل مستقبلا والارتقاء لمصاف الدول المتقدمة كرويا، فهو منتخب جيد وعلينا انتهاز هذه الفرصة لدفعه من الحسن نحو الأحسن•••
حسب رأيك ما هي نقاط قوته؟
ما أسعدني أكثر وأعادت لي الأمل هو أن لاعبي المنتخب الحالي يتحلّون بشجاعة كبيرة ويلعبون بروح قتالية عالية وحماس منقطع النظير، تغلبوا بها على الظروف الصعبة التي مروا بها خلال التصفيات التي لم تكن سهلة على الإطلاق•
وما رأيك في ورقة المغتربين التي أعطت أُكلها؟
أنا سعيد جدا بكون الإنجاز المحقق كان بأبنائنا المغتربين الذين أظهروا وطنية فاقت وطنية المحليين، بكل صراحة، وهذا الانتصار هو صفعة لكل من شكّك في انتمائهم للوطن• ولابد من المحافظة على هذه الروح من أجل المواصلة والوصول للأحسن•
أليس هناك بعض السلبيات التي تنصح بتصحيحها قبل الوصول للمحافل الرسمية؟
أعتقد أن منتخبنا ينقصه شيء من الانسجام فقط، لكنه يملك مجموعة تعرف كيف توظّف نقاط قوتها لصالح الفريق الذي تغلب على منتخبات عتيدة وعن جدارة واستحقاق•
منتخبنا يحضّر في فرنسا لبطولة إفريقية•••ما رأيك؟
هذي غاضتني تاع الصح•••وبصراحة أكبر عيب أن نهرب بالمنتخب لفرنسا بل كان من الأفضل التحضير في الجزائر حتى نعرّف لاعبينا بوطنهم أكثر فأكثر•••صراحة التحضير في فرنسا في هذا الظرف ولكأس إفريقيا مصيبة كبيرة لا يسعني سوى أن أدعو لتكون الأقدار رحيمة بنا•••
سعدان فضّل الهروب بالمنتخب من الضغط الذي قد يواجهه في الجزائر ويبحث عن الهدوء في تولون الفرنسية؟
لا يوجد أي ضغط وهذا كلام زائد لا يقنعني تماما وفي رأيي التحضير بفرنسا لدورة ستلعب في أنغولا مضيعة للوقت والمال•••
كيف ترى حظوظنا في العرس القاري؟
يجب لعب مباراة بمباراة والابتعاد عن أية فلسفة قد توصلنا لطريق مسدود، وإن شاء الله إن وفقنا في تسجيل انطلاقة موفقة فهذا سيمنحنا قوة أكبر للعب بطولة ناجحة• وأرى بأننا لو نلعب بنفس الروح التي أظهرناها في التصفيات الأخيرة فيمكننا الذهاب بعيدا•••
هل تعتقد بأن منتخبنا قادر على التتويج؟
يجب أن لا ننسى بأننا غبنا عن آخر دورتين لكأس إفريقيا، وبالتالي فعودتنا في حد ذاتها تعد خطوة للأمام• لكن وبما أننا سنلعب المونديال أيضا، فيجب أن لا نثقل كاهل اللاعبين ومطالبتهم بالتتويج، بل يجب التركيز على لعب دورة مشرفة وإن جاء اللقب فلا أحد سيقول لا•••
ما هو تصورك لتحضير مثالي للمونديال؟
أول شيء يجب التركيز عليه هو أن تكون القائمة مضبوطة مبكرا والاعتماد على اللاعبين المنضبطين الذين يحترمون قرارات المدرب حتى لو أجلسهم على دكة الاحتياط، لأن المدرب الذي يسيطر على كرسي الاحتياط يكسب فريقه ويضعه في أحسن رواق لكونه سيبعده عن التشويش والأمور التافهة والتي قد تبدو صغيرة لكنها مؤثرة جدا على سير المجموعة•
نلمس من كلامك خبرة كبيرة فهل لديك نصائح أخرى؟
أهم نصيحة أقدمها للمنتخب هو أن يعمل المسؤولون على تقليص عدد الوفد لأصغر عدد ممكن لأن كثرة »التشحام » ما هو إلا سبب في زيادة المشاكل والقيل والقال كما ينبغي من الآن انتقاء أشخاص نزهاء ويتمتعون بسمعة نظيفة ويتنقلون إلى جنوب إفريقيا للعمل وليس للسياحة• أيضا هناك نقطة مهمة وهي يجب أن يتم الاتفاق قبل السفر على سلم العلاوات، فهذه نقطة مهمة جدا وكما ترون فقد ركزت على النقاط البعيدة عن الميدان الذي أتركه لسعدان فهو بخبرته قادر على إيصال سفينتنا لبر الأمان•
وماذا تقول عن مجموعتنا الثالثة التي سنلعب فيها مع سلوفينيا، إنجلترا ثم أمريكا؟
نحن بصدد لعب المونديال الذي فيه تجتمع نخبة المنتخبات العالمية ولا مجال فيه للضعفاء• ومهما كانت مجموعتنا، فليس لدينا أي خيار فكل منتخب من الذين ذكرتهم له تقاليده الخاصة وسيرمي بكل ثقله للدفاع عن حظوظه• وعلينا فقط الاستعداد جيدا حتى ندخل المنافسة دون أدنى عقدة• ما أسعدني أكثر وأعادت لي الأمل هو أن لاعبي المنتخب الحالي يتحلّون بشجاعة كبيرة ويلعبون بروح قتالية عالية وحماس منقطع النظير، تغلبوا بها على الظروف الصعبة التي مروا بها يجب التفكير في القاعدة لأنها أساس أي نجاح، فمنتخب 82 الذي نضرب به المثل كانت لبنته الأولى نهاية السبعينيات• واليوم لن نقول إن كرتنا قد تطورت إلا عندما نعتاد على المشاركة في مختلف البطولات الإقليمية، القارية والعالمية •••
هل لنا أن نحلم بالمرور إلى الدور الثاني؟
لِمَ لا•••منتخبنا الحالي يتوفر على كل معطيات النجاح التي تجعل كل جزائري متفائل بتحقيق هذا الحلم الذي لا يبدو لي بعيدا عن الحقيقة•
كنت مع منتخب 82 الذهبي الذي جانب التأهل في إسبانيا؟
عام 1982 كان لدينا منتخب رائع وكان بالإمكان تحقيق نتائج أحسن بكثير مما حقق لولا ضعف الذهنيات، لكوننا قبل السفر إلى إسبانيا اجتمعت بعض الأطراف باللاعبين وحصرت لهم المونديال في المباراة الأولى ضد ألمانيا فكانت كل التحضيرات وكل التركيز خاصا بمواجهة الماكينات الجرمانية، وقد نجحوا في غرس هذا الفكر في أذهان اللاعبين، الذين وبعد أن فازوا على أبطال أوربا لم يعد لهم أدنى استعداد حتى للتدرب• وقد وجدت رفقة خالف وسوكان صعوبات كبيرة لإقناعهم بأن المونديال لم ينته بعد•••وقتها كان التأهل ممكنا جدا لولا المؤامرة الشنيعة بين أبناء العم الألمان والنمساويين•
في حال نجاحنا ببلوغ الدور الثاني قد نواجه ألمانيا، ما رأيك؟
لكون المواجهة ستكون في الدور الثاني فستكون مفتوحة على كل الاحتمالات وليس لنا ما نخسره فيها• وأعتقد أن ألمانيا هي التي تمنّت أن لا تقع في مجموعتنا•••
حسب رأيك ما سبب نجاحنا في مونديال 82 وإخفاقنا في 86؟
السبب بسيط وهو أننا قبيل مونديال إسبانيا تم تصفية الأمور مبكرا مما جعلها أخوية بين أعضاء المنتخب في إسبانيا؛ بينما في مكسيكو فقد خضنا التصفيات بتشكيلة وفي النهائيات لعبنا بأخرى تقريبا وهو ما فجّر المنتخب باندلاع صراع المحليين بقيادة بلومي والمحترفين من جماعة بن مبروك•
لو نطلب منك كتابة رسالة إلى سعدان ماذا ستقول له فيها؟
لا شك أن المدرب رابح سعدان بخبرته وحنكته يعرف جيدا كيف تسير الأمور ورسالتي إليه هي أن يحسن اختيار المحيطين به في العرس العالمي وأدعوه ليستفيد من دروس مونديال المكسيك 1986 وأن يتصرف بحكمة بصفته قائدا للقافلة وبيده كل شيء• ولن أفشي له سرا إن قلت له إن كل الشعب معك وكل الأحلام بيدك•••
وبالحديث عنك شخصيا تعد ظاهرة حقيقية في كرة القدم فمن اكتشفك كلاعب؟
بما أني من سطيف فالفضل يرجع للأب الروحي للكرة السطايفية وهو الحاج لياص، الذي وضعني في الطريق الصحيح لتأدية مشوار احترافي كبير•
كيف ولجت عالم الاحتراف؟
دخلت عالم الاحتراف عام الثورة أي في 1954 بعد أن وصلني عرض من فريق سانت إيتيان، الذي كان يدربه وقتها القدير »جان سنيلا » الذي أحاطني بمعاملة مميزة• ومع انضباطي الكبير ومجهوداتي الأكبر دخلت هذا العلم بقوة وتمكّنت من فرض اسمي بقوة•
قوتك التي تتحدث عنها أرغمت الفرنسيين على ضمك لمنتخب الديكة؟
بعد مشوار رائع من مختلف الأندية التي لعبت لها فقد استدعيت لمنتخب فرنسا عام 1956 وكانت مواجهة الاتحاد السوفياتي أول مباراة دولية ألعبها، لكني سرعان ما فررت من فرنسا استجابة لنداء الوطن، حيث أسسنا منتخب جبهة التحرير، الذي عرف العالم بالقضية الجزائرية من البوابة الرياضية•••
ما هي الذكريات التي لا تنساها مع منتخب جبهة التحرير؟
في عام 1959 لعبنا مواجهة ودية ضد رومانيا وقدمنا مردودا رائعا وجمعنا بين الفوز والنتيجة بهدف من توقيعي• وقتها ذهل منا المنتخب المحلي وأصر على تمديد إقامتنا ببلاده لإعادة المباراة فتعادلنا معهم (2 – 2) وخرجنا تحت تصفيقات الرومان•
ما هو الشيء التي ندمت على عدم تحقيقه كلاعب؟
لم أندم وإنما تأسفت كثيرا على عدم مشاركتي في أي دورة من دورات كأس إفريقيا للأمم•
لكنك كنت ما تزال تصنع الحدث في الملاعب عند أول مشاركة جزائرية في »الكان »1968 بأثيوبيا؟
ما تقولونه صحيح، لكن للأسف قانون الكاف آنذاك كان يمنع مشاركة اللاعبين المحترفين•
ما هي أحسن تشكيلة وطنية منذ الاستقلال؟
من الصعب جدا الإجابة على هذا الاستفهام، لكون المعطيات تختلف من جيل إلى جيل• فمثلا جيل لالماس، كالام•••وعاشور لو كانت له أدنى الإمكانيات لحقق نتائج رائعة هذا في الستينيات• لكن وبما أن النتائج هي المعيار الأول فمنتخب 82 هو الأحسن وعلى المنتخب الحالي إثبات العكس•
ما هو أجمل هدف سجلته في مشوارك؟
سجلت أزيد من 200 هدف في مختلف المباريات والمنافسات التي خضتها، لكن الأجمل أعتقد أنه ذلك الذي وقّعته في نهائي كأس فرنسا 1968 لصالح فريقي سانت إيتيان ضد بوردو، حيث استقبلت فتحة زميلي »هاربان » بارتماءة صاروخية باليسرى دون أن أترك أي فرصة لحارس بوردو لصدها وقد تحدث الفرنسيون كثيرا عن هذا الهدف•
وهل من حادثة طريفة خلال مشوارك الكروي الحافل؟
لعب منتخبنا ذات مرة في باماكو ضد نظيره المالي وعندما احتكم الفريقان لركلات الترجيح لم أقو على متابعتها فهربت إلى غرف الملابس•
ما هي أصعب مرحلة في حياتك الكروية؟
كلاعب كنت أتلذذ بالمباريات ولم أحس بالصعوبات سواء في الانتصارات أو حتى عند الانهزام، لأننا كنا نلعب للمتعة• لكن الفترة الأصعب كانت خلال قيادتي للمنتخب الجزائري من 1975 إلى 1979 حيث وجدت عراقيل لا حصر لها والحمد لله أني نجحت في كسبي للعديد من التحديات•
هل صحيح أن الرئيس الراحل هواري بومدين قد نزل لغرف الملابس ما بين شوطي مباراتكم ضد فرنسا وشدد على ضرورة الفوز خلال نهائي الألعاب المتوسطية 1975؟
لا•••أبدا لم يحدث هذا الأمر، ولكوني كنت حاضرا ومدربا للمنتخب أفنّد هذه الإشاعة•
بكيت بحرقة يوم وفاة المرحوم مختار لعريبي ووعدت بخلافته على رأس الوفاق، لكنك لم تعد حسب مصادر من عين الفوارة؟
مختار لعريبي – رحمه الله – كان أخا أكثر منه صديق ويوم وفاته كان خسارة كبيرة ليس لسطيف فقط، بل لكل الكرة الجزائرية وقد أبكى رحيله الجميع• لكني لا أذكر أني وعدت بخلافته على رأس الوفاق السطايفي، لأن التزاماتي لم تسمح لي بتدريب الوفاق الذي كان وما زال وسيظل مفخرة لنا جميعا•
هل يمكن أن تتعاون مع روراوة لو يطلب منك ذلك؟
أنا لم أرفض الواجب الوطني طيلة حياتي، لكن أعتقد أن تقدمي في السن لا يسمح لي بتحمل أية مسؤولية حاليا• لكن خبرتي سأسخرها دوما لوطني ويمكن أن أعود كمرشد أو شيء من هذا القبيل•
بِمَ تود أن نختم هذا الحوار؟
يجب التفكير في القاعدة لأنها أساس أي نجاح، فمنتخب 82 الذي نضرب به المثل كانت لبنته الأولى نهاية السبعينيات• واليوم لن نقول إن كرتنا قد تطورت إلا عندما نعتاد على المشاركة في مختلف البطولات الإقليمية، القارية والعالمية للأصناف الشابة وهذا لن يتحقق إلا إذا كانت لدينا بطولات خاصة بالشبان، فما دام ليس لدينا بطولة قارة للأواسط أو الأشبال فنحن سنبقى بعيدين عن الركب الكروي وأنا هنا من أجل غرس هذه السياسة• سرعان ما فررت من فرنسا استجابة لنداء الوطن، حيث أسسنا منتخب جبهة التحرير، الذي عرف العالم بالقضية الجزائرية من البوابة الرياضية•••
هذا هو رشيد مخلوفي
هو من مواليد 12 أوت 1936 بسطيف، لاعب كرة قدم جزائري سابق• أول من حمل الرقم 10 في منتخب الجزائر الذي كان يدعى آنذاك في حقبة الاحتلال الفرنسي بفريق جبهة التحرير الوطني• ويعتبر أحد أفضل اللاعبين الذين أنجبتهم كرة القدم الجزائرية• لعب لعدة فرق خلال مشواره، بداية مع اتحاد سطيف في الخمسينيات مظهرا إمكانيات ومواهب عديدة، ليحترف بنادي سانت إيتيان أحد أعمدة الكرة الفرنسية• وكان مخلوفي جوهرة الفريق حتى لفت أنظار بول نيكولا، مدرب منتخب فرنسا، الذي استدعاه باعتباره أحد أبرز الهدافين وصانعي الألعاب في القارة العجوز، كما وصفته الصحافة الفرنسية في ذلك الوقت، حيث ما زال رشيد مخلوفي يملك الرقم القياسي في عدد الأهداف مع نادي سانت إيتيان برصيد 111 هدفا في كل المنافسات•
ليلة واحدة قبل أن يضبط المدرب الفرنسي القائمة المسافرة لخوض مونديال 1958 بالسويد وتحديدا يوم 8 أفريل، اتصلت جبهة التحرير الوطني بمجموعة من اللاعبين الجزائريين ينشطون في البطولة الفرنسية ومن أبرزهم مدافع نادي موناكو مصطفى زيتوني والشاب الموهوب رشيد مخلوفي، اللذان كانا من دعائم منتخب فرنسا في ذلك الوقت• وتوجهت المجموعة المكونة من 9 لاعبين إلى تونس في سرية تامة ليتم الإعلان عن إنشاء فريق جبهة التحرير الوطني يوم 15 اأفريل 1958 ليمثل القضية الجزائرية ويروج لها في الخارج بإجراء مقابلات ودية في مختلف أرجاء العالم• في سنة 1962 بعد استقلال الجزائر، تجنب مخلوفي العودة لفرنسا خوفا من غضب الجماهير، فتوجه إلى سويسرا لينضم لنادي سيرفيت جنيف ليتوج ببطولة سويسرا سنة ,1962 فكانت عودته ناجحة لأبعد الحدود، حيث حقق في 6 مواسم 3 بطولات وكأس واحدة• وفي سنة 1970 أنهى مشواره الكروي مع نادي باستيا الفرنسي، الذي لعب معه موسمين كمدرب ولاعب في آن واحد• ثم عاد للجزائر ليفيد الكرة الجزائرية بخبرته الطويلة حيث توّج مع الجزائر بميداليتين ذهبيتين واحدة سنة 1975 في ألعاب البحر المتوسط بالجزائر العاصمة وأخرى سنة 1978 في الألعاب الإفريقية بالجزائر العاصمة أيضا وكان أخيرا رفقة خالف محي الدين في تدريب الفريق الجزائري الذي شارك في كأس العالم 1982 بإسبانيا•
3 janvier 2010
Non classé