كيف نستفيد من شهر رمضان المبارك؟
كتب : عدنان فلاح الشمرى
يحلّ علينا شهر رمضان المبارك، ونكون جميعا في ضيافة الرحمن ونحن نغرف من موائد الرب. ففي هذا الشهر الفضيل سندخل جميعا مرحلة مهمة من مراحل الحياة، وسيكون هدف الإنسان المسلم هو العيش من أجل نيل الرحمة والمغفرة، والسعي لنيل رضا الله جل وعلا والانقطاع للعبادة وترك المحرمات. الكل سيسعى لبرمجة أيامه وساعاته خلال هذا الشهر، من أجل أن يخرج فائزا ومستفيدا من النفحات الإلهية والبركات الربانية التي تحل على من يدخل تحت ضيافة الرحمن، فلندع الله جميعا بأن يتقبل أعمالنا وألا يخرجنا من هذا الشهر إلا وقد غُفرت ذنوبنا.
وصلتني رسالة عبر البريد الالكتروني تحتوي على قصة قصيرة، بها موعظة رائعة أحببت أن أشارككم بها في هذه المناسبة المهمة، فقد وجدت أن هذه القصة تحوي عبرا مهمة، تستحق أن نذكر بها أنفسنا ونحن على أعتاب هذا الشهر المبارك. القصة تقول بأن هناك ملكا استدعى ثلاثة من وزرائه، وطلب منهم أمرا غريبا يتمثل بأن يأخذ كل وزير كيسا ويذهب إلى بستان القصر، ليملئ هذا الكيس من مختلف طيبات الثمار والزروع ويأتي به إلى الملك، كما طلب منهم عدم الاستعانة بأي أحد في هذه المهمة. استغرب الوزراء من طلب الملك وأخذ كل واحد منهم كيسه وانطلق إلى البستان لتنفيذ رغبة الملك. فأما الوزير الأول فقد حرص على أن يرضي الملك فجمع أفضل وأجود الثمار والزروع، وكان يتخير الطيب والجيد من الثمار حتى ملأ الكيس. أما الوزير الثاني فقد كان مقتنعا بأن الملك لا يريد الثمار ولا يحتاجها لنفسه وأنه لن يتفحصها، فقام بجمع الثمار بكسل واهمال ولم يتحر الطيب من الفاسد حتى ملئ كيسه بهذه الطريقة. أما الوزير الثالث فلم يعتقد أن الملك سيهتم بمحتوى الكيس أصلا، فملأ الكيس بالحشائش والأعشاب وأوراق الأشجار. وفي اليوم التالي أمر الملك أن يؤتى بالوزراء مع الأكياس التي جمعوها، ثم أمر جنوده بأن يأخذوا الوزراء الثلاثة ليسجن كل منهم منفردا مع الكيس الذي جمعه، ولمدة 3 أشهر في سجن بعيد لا يصل إليه أحد وأن يمنع عنهم الأكل والشراب. فأما الوزير الأول فبقي يأكل من طيبات الثمار التي جمعها حتى انقضت الأشهر الثلاثة، وأما الوزير الثاني فعاش تلك المدة في ضيق وقلة حيلة معتمدا على ما صلح فقط من الثمار التي جمعها، أما الوزير الثالث فقد مات جوعا قبل أن ينقضي الشهر الأول.
هكذا نحن يا أعزائي، سنقبل على شهر فيه الكثير من الطيبات والرزق، فيه الكثير من الهبات والهدايا الإلهية. فماذا سنجمع خلال هذا الشهر لنقدمه بين يدي الله في يوم الحساب والجزاء؟ هل سنجمع ما أراده الله من خير وثواب وحسنات؟ أم سنجمع البعض منها؟ أم سنخسر كل هذه الجوائز والعطايا من أجل أعمال ستحرق لنا ثواب صيامنا؟ في هذا الشهر لن نجد من يعيننا على تنفيذ إرادة الله عز وجل بأن يكون عملنا مضاعفا لنيل الثواب المضاعف، فهل سنجمع خلال هذا الشهر ما أمرنا الله به؟ أم سنكون كالوزير الثالث ونعتقد بأن الله لا يحتاج إلى أعمالنا، فنجمع ما سيحرق به الظالمون في نار جهنم والعياذ بالله.
1 septembre 2009
Religion