العدد 189 الإثنين 23 أوت2004
إعداد سهيلة ماغا
عبد الحميد صحراوي
فيزيائي يلمس عشقه بالألوان
ينتقل عبد الحميد صحراوي من مدرسة لأخرى بدون عقدة لا يشعر بوثاق هذا الشكل التعبيري أو ذلك أصلا تكوينه العلمي يمنحه أسلوب الحركة المستمرة و البحث في البصمات شخصية يوقع بها عالم اللون و الجمال الذي هرب إليه مستنجدا خلال السنوات الصعبة التي مرت بها الجزائر
لم يكن بوسع عمله اليومي أن يمنحه تلك الطمأنينة و الراحة النفسية افتقدهما في غمرة تلك الأحداث الدامية فهرب إلى ذاكرته ليلبس حلة الفنان التي خلعها منذ سنوات و يعود بها إلى لوحاته يفرغ عليها تلك الشحنة التي اختزنتها أيام الدراسة و بداية الوظيفة لذلك نجد رسومات عبد الحميد صحراوي ترقص على أوتار مختلفة تأتي أحيانا نصف شكلية أو ساذجة أو واقعية أو تجريدية فكل الأشكال التعبيرية مفتوحة أبوابها يقول لمن يريد الاقتراب منها لا تصد أحدا و الفنان الحقيقي يعرف بالضبط الشكل التعبيري اللائم الذي يمنحه لإبداعه الجديد قد يتطلب هذا الموضوع شكلا واقعيا و ذلك تجريديا
و هكذا يمضي الفنان في إبداعه يتذوق من هذا الرحيق و ذلك ليصل إلى الشكل الذي بإمكانه أن يحتوي كل الأحاسيس و زخم المشاعر و الجمال الكامنة بداخله
عبد الحميد يتنقل كذلك بين الألوان بحرية مطلقة يستعملها جميعها بتدريجاتها و موضوع اللوحة هو السيد في اختيار شركاته من الألوان هذا التنوع في الأشكال و الألوان نلتمسه بشكل واضح في لوحاته الإثني عشر التي شارك بها في المعرض لا يعتبرها أجمل ما رسم فالفنان مثل الأم تماما التي يستحال عليها أن تفضل هذا الصبي عن ذاك فكل لوحاته يتحدث عنها بحب لأنها جزء منه الجزء الذي يعكس أحاسيسه و يقيس نبضات قلبه و يزيل عن روحه الكثير من هموم الحياة لوحات عبد الحميد صحراوي سافرت إلى معارض دولية عديدة الولايات المتحدة تونس فرنسا كما كان للجمهور الجزائري حظ الاستمتاع ببصمة الفنان عبد الحميد صحراوي في عدة معارض بالجزائر وهران غرداية تيارت و غيرها
8 septembre 2008
Non classé