يومية وطنية مسائية
الأربعاء02 أفريل 2003 العدد 1831
ثقافة
من الفيزياء إلى التشكيل، عبد الحميد صحراوي ل »المساء »
الثقافة الصحراوية خام لم تعبث بها العصرنة
يكن لغرداية الكثير من الحب و يحتفظ لها بذكريات حلوة فنان حتى النخاع و فيلسوف في جمعه بين موضوعية العلوم التقنية و شاعرية الفنون التشكيلية ،هو الرسام العصامي عبد الحميد صحراوي من مواليد1961 بالسوقر ولاية تيارت ، خريج معهد الفيزياء بجامعة باب الزوار و يعمل حاليا في ميدان المعلوماتية بعد حيازته على شهادة أخرى في هذا الاختصاص ،كان للمساء معه لقاء في قاعة العرض بمركز إعلام و تنشيط الشباب ـ غرداية ـ بين لوحاته التي لا يقل عددها عن العشرين و التي ألمت بكل ما يختلج الجزائري من أفكار
أجرت الحوار سعاد حجاج
- متى كانت البداية،و ما مدى تأثير الفيزياء،الطاقة و الأعلام الآلي في موهبتك؟
- أحببت الرسم منذ نعومة أظافري و أحسست بالدواعي الشديدة لممارسته في بداية المراهقة ،أي في سن الحادية عشر و الثاني عشر سنة،رسوماتي آنذاك اقتصرت على المناظر الطبيعية بعد ذلك كان للدراسة تأثير كبير و مباشر عليها ، فمادة البصريات مثلا أفادتني بكل ما يتعلق بالألوان من مزايا و تقنيات مزجها و تدرجها أما المنطق الرياضي فدفعني لاختيار و تبني المدرسة التعبيرية بالدرجة الأولى و التكعيبة في بعض الأحيان فالفيزياء من الكون إلى الذرة تستدعي تفعيل المخيلة و الفن يعتمد على الخيال و لعل هذا هو الرابط الوطيد بينهما و أنوه بالمناسبة بتشجيعات أمي و أخي الأصغر في المواصلة ليومنا هذا و فضلهما في ذلك
- من خلال لوحاتك نلاحظ تركيزك على الثنائيات أو الزوج و عدم توضيحك للمعالم و التفاصيل الدقيقة بالإضافة لاستعمالك بكثرة اللون الأزرق
- تركيزي على الزوج مرده إلى أنه أساس المجتمع بدءا بالذكر و الأنثى و وصولا إلى المواطن و السلطة مرورا بالأب و ابنه الصديقين و غيرهما و من هذا المبدأ تأتي ضرورة الحوار بين كل ثنائية فهو امثل سبيل لإيجاد حلول و أمتن قاعدة لكل بداية و حين يكون التواصل يزداد احتمال النجاح في الأمور أما بالنسبة لعدم توضيح المعالم فلكي لا أثبط مخيلة الأشخاص و لأحرض الأفكار و لأجذب المتفرج أيضا أما عن استعمال اللون الأزرق فهو السماع الروح الحرية و الانطلاق نحو الأفق و أشير أيضا إلى أن الأسود على عكس ما يعتقد الأغلبية بأنه دلالة للحزن و التشاؤم فهو بالنسبة لي رمز الطاقة بكل ما تحمله من معان
- ما مدى تأثير الصحراء على نفسيتك و أفكارك الخاصة و أننا نلاحظ لوحتان للترقي أو الرجل الأزرق، لوحة قصور غرداية و أخرى تحمل ثنائية إفريقية
- إن الثقافة الصحراوية لا زالت خاما و لم تعبث بها بعد يد العصرنة ،ناهيك عن شاعرية أجواءها التي تساعد الفنان على العطاء و بالنسبة لي ففي الصحراء شيء ما في مكان ما يدعوني للبحث عنه
- لنتحدث قليلا عما تستعمله من تقنيات أثناء الرسم
غالبا ما أستعمل القماش و أحيانا تقنية إلصاقة على الخشب إلى جانب الألوان الزيتية و السكين
- ماذا عن نشاطك و أعمالك المستقبلية
- قدمت معارض كثيرة بكل من مسقطي رأسي تيارت و الجزائر العاصمة وهران تيسمسيلت و بخارج الوطن في تونس و نيويورك و عن قريب إن شاء الله بقسنطينة و تمنراست لأمسح كل الجزائر كما شاركت في تظاهرة سنة الجزائر بفرنسا و حاليا أنا بصدد فتح موقع على الانترنت و الموقع هو WWW.SAHRAOUI.FR.ST
- ماذا تمثل لك كل كلمة من الكلمات الآتية
- الجزائر, الأم غرداية الذكريات
-الفن التشكيلي , التعبير العمل
الطاقة ,الحركة
الحب, الصراحة
المرأة, الجزء الثاني
الطفل, البراءة
المستقبل,التفاؤل
- وهل من دعوة الأولياء للاهتمام و تنمية مواهب أبنائهم أو لنقل رعاية مشروع الفنان بداخل كل طفل صغير
- أضم صوتي لفرويد حين قال دع الطفل يرسم ليخرج الطاقة الكامنة بداخله و لفكتور هيجو حين علق عن خربشات ابنته في أوراقه بأنها طريقتها الخاصة في التعبير و أفضل وسيلة لخلق التوازن بداخلها
6 septembre 2008
Non classé