الافتتاحية
تهنئة العيد بقلم الرافعي
محمود الكبيش أردنا تهنئ كل تيارتي بقدوم العيد بالطرق التقليدية المعروفة إلا أنني فضلت أن تكون هده الافتتاحية بلسان الرافعي الذي حاشى أن أقوم مقامه بنظرته إلى العيد و لندعوكم في رحاب و حي قلمه
« ما اشد حاجتنا نحن المسلمين إلى أن نفهم أعيادنا فهما جدا نتلقاها به و ناخدها من ناحيته فتجيء أياما سعيدة عاملة تنبه فينا أوصافنا القوية و تجدد نفوسنا بمعانيها لا كما تجيء الآن كالحالة عاطلة ممسوحة من المعنى اكبر عملها تجديد الثياب و تحديد الفراغ و زيادة ابتسامة على النفاق
فالعيد إنما هو المعنى الذي يكون في اليوم لا يوم نفسه و كما يفهم الناس هدا المعنى يتلقون هدا اليوم و كان العيد في الإسلام هو عيد الفكرة العابدة فأصبح عيد الفكرة العابثة و كانت عبادة الفكرة جمعها الأمة على تقليد بغير حقيقة له مظهر المنفعة و ليس له معناه.
كان العيد إثبات الأمة وجودها الروحاني في أجمل معانيه فأصبح إثبات الأمة وجودها الحيواني في أكثر معانيه و كان يوم استرواح من جدها فعاد يوم المبدأ فرجع يوم المادة
ليس العيد إلا إشعار هده الأمة فيها قوة تغيير الأيام إلا إشعارها بان الأيام تتغير و ليس العيد للأمة إلا يوم تعرض فيه جمال نظامها الاجتماعي فيكون يوم الشعور الواحد في النفوس الجميع و الكلمة الواحدة في السنة الجميع يوم الشعور بالقدرة على تغيير الأيام لا القدرة على تغيير الثياب كأنما العيد هو استراحة الأسلحة يوم في شعبها الحربي
و ليس العيد إلا إبراز الكتلة الاجتماعية للأمة متميزة بطابعها الشعبي مفصولة من الأجانب لابسة من عمل أيديها معلنة بعيدها استقلاليين في وجودها و صناعاتها ظاهرة بقوتين في أيمانها
و طبيعتها مبتهجة بفرحين في دورها و أسواقها فكان العيد يوم فرح الشعب كله بخصائصه.و ليس العيد إلا التقاء الكبار و الصغار في معنى الفرح بالحياة الناجحة المتقدمة في طريقها و ترك الصغار يلقون درسهم الطبيعي في حماسة الفرح و البهجة و يعلمون كبارهم كيف توضع المعاني في بعض الألفاظ التي فرغت عندهم من معانيها و ليس العيد لا تعليم الأمة كيف توجه بقوتها حركة الزمان إلى معنى واحد كلما شاءت فقد وضع لها الدين هده القاعدة لتخرج عليها الأمثلة فتجعل للوطن عيدا ماليا اقتصاديا تبتسم فيه الدراهم بعضها إلى بعض و تخترع للصناعة عيدها و توجد للعلم عيده و تبتدع للفن مجالي زينته و بالجملة تنشئ لنفسها أيام تعمل عمل القادة العسكريين في قيادة الشعب يقوده كل يوم منها إلى معنى من معاني النصر.
هده المعاني السياسية القوية هي التي من اجلها فرض العيد ميراثا دهريا في الإسلام ليستخرج آهل كل زمن من معاني زمنهم فيضيفوا إلى المثال أمثلة مما يبعده نشاط الأمة و يحققه خيالها و تقتضيه مصالحها
صدى تيارت أسبوعية جهوية اعلامية شاملة العدد 07 من 19 الى 25 أكتوبر 2006 السعر 20دج
3 septembre 2008
Non classé