منطق الصلح
محمود الكبيش
إن فكرة المصالحة الوطنية و شموليتها تستدعي التعامل مع أطروحات الأخر و معالجة تصوراته و التفاعل معه و لنأت إلى بعض تلك المعالجات و أول تلك الأطروحات التي تقول صراحة ليس هناك
ضحية و لا جلاد و يمهد صاحب الفكرة لفكرته بكوننا جميعا مسئولين عما جرى للجزائر من نكبات و إن جميع القوى السياسية و الاجتماعية اشتركت بوعي و بغير وعي في مسلسل انحدار الوطن نحو الكارثة لسنا هنا مع قيم الانتقام أو الثار و إنصاف الضحية بإعطائه فرصة فوضوية للاقتصاص من غريمه لان العدل القصد منه إعادة الحق لصاحبه و لا تعيد الوحشية و الهمجية حقا لأحد و لكنها تثبت قوانين الظلم و تديم الفوضوية و الهمجية و قيمهما التي تخدم الظلم لدا كان علينا أن نتذكر لوقف الجريمة وضع ما يحمي الناس المسلمون من همجية الغدر و ادا ما اقر الجميع يهدا فعلينا أن نقر بمحاسبة المسيء المخطئ و لكل جريمة عقاب بحسب حجمها و نوعها و العدالة هي التي تأثر للفرد و للمجتمع من المجرمين و ليس أكثر من هدا تسامحا و إنصافا إلا ادا كانوا يريدوننا بعد كل تلك الجرائم أن نسكت من جديد لتتكرر ماسينا إن إعفاء مجرم من جريرة جرائمه سابقة لا يمكن لا يمكن القبول بها لسبب وجيه واحد هو كونها لتؤسس للعدالة الحقة و لن يبدأ عهد السلام الاجتماعي لان المكتوي بنار الجريمة ما زال حيا هو و أبناءه أو أحفاده فادا أهملت العدالة القصاص من المجرم فإننا نؤسس لكوارث الاقتصاص الفردي و لكننا يمكن أن يبدأ عهد الحرية بترسيخ الأمن و السلم و العدالة و إعادة حقوق كل الناس بقوانين تحكمنا بالتوافق و التراضي و على المجرم التائب أن يخضع لمشيئة جريمته و نتائجها بمعنى القبول بمعنى الاعتذار عن المشاركة في الجريمة و لو بشكل غير مباشر و و بغير وعي أو قصد أو بالإكراه و تحت سيف الجلاد و من ثم ترك تلك التصورات التي دفعت للمشاركة بالجريمة و عبرت عنها و التزام مبادئ الحياة الديمقراطية الجديدة أننا مع مصالحة شاملة كاملة و لكننا لسنا مع تسطيح و تمييع الأمور للحد الذي نترك لخصومنا المخربين المعادين للديمقراطية و للدين يرفضون الاعتذار و التخلي على ما الحقوا بهدا الشعب من دل وهو أن المصالحة هي مبدأ الحياة الجديدة و التسامح جوهرها و لكن دلك بين القوى الوطنية و لنبدأ مسيرتنا بأوسع توافق و ليتكون المصالحة الوطنية أساس قوانين الغد الجديد
صدى تيارت أسبوعية جهوية إعلامية شاملة العدد 12
3 septembre 2008
Non classé